الاثنين، 31 مارس 2014

لغز جاك السفاح

مجموعة من الجرائم البشعة حدثت أواخر القرن التاسع عشر في لندن وبقيت حتى اليوم لغزا حير الباحثين وأعيى المحققين. فبرغم وجود عدد كبير من المشتبه بهم، إلا إن التهمة لم تثبت على أحد وظل المجرم مجهولا حتى هذه الساعة.
جاك السفاح كما تخيله الناس في القرن التاسع عشر حيث يتربص بالنساء الوحيدات و يقوم بالأعتداء عليهن و من ثم يقوم بتقطيع اجسامهن و العبث يها.
في أوائل شهر نوفمبر عام 1888 شهدت الضاحية الشرقية من لندن مسلسل من الجرائم الغامضة والمرعبة، حدثت خمسة جرائم راح ضحيتها خمسة نساء جميعهن من البغايا و الساقطات، و قد قتلن بنفس الطريقة تقريباً،  قطعت حناجرهن و استأصلت أعضائهن التناسلية، وتم التمثل بجثث أربع منهن بوحشية وقسوة منقطعة النظير.
الضحية الأولى كانت تدعى ماري آن نيكولاس وتلقب ببولي، وجدت مذبوحة في 31 أغسطس 1888 ، وقد وصفت الصحافة جريمة مقتلها بالبشعة والفظيعة ؛ الضحية الثانية كانت تدعى آني جبمان، عثر على جثتها في 8 سبتمبر 1888 مذبوحة أيضا و قد مثل القاتل بجثتها بوحشية فشق بطنها وأستخرج أحشاءها ؛ الضحية الثالثة و الرابعة قتلن في نفس اليوم في 30 سبتمبر 1888 حيث عثر حوذي علي جسد الأولى بينما كان يقود عربته متوجهاً إلى عمله، وتم التعرف عليها، وهي بغي أسمها إليزابيث سترايد،  وقد ذبحت من الوريد إلى الوريد مثل الأخريات، أما الضحية الأخرى فكانت كاترين إدويس، قطعت حنجرتها وتم تشويه وجهها بفظاعة بحيث وجدت الشرطة صعوبة في التعرف عليها، كما قام القاتل باستخراج أحشاءها ولف جزء من أمعائها حول رقبتها.
الصور التي نشرتها صحف ذلك الزمان لضحايا جاك السفاح
الجريمة الأخيرة كانت الأشد بشاعة والأكثر هولا، لأن القاتل حصل هذه المرة على فسحة كافية من الوقت ليعبث بجثة ضحيته ويمزقها كيفما شاء، فقد عثر على الضحية الخامسة و الأخيرة، وتدعى ماري جين كيلي، مذبوحة في شقتها في التاسع من نوفمبر 1888، وهذه المرة لم يكتف القاتل بقطع حنجرة ضحيته فقط بل قام بفصل رأسها عن جسدها ثم بقر بطنها و استخرج أحشائها الداخلية وقطع ثدييها و بتر ذراعيها، كما قام بنزع اللحم عن رجلها و وجهها .. الأمعاء والكليتين اختفت تماما ولم يعثر رجال الشرطة عليها، في حين وضع القاتل الكبد بين قدمي الضحية، ووضع ثدييها و أنفها على الطاولة.
و بهذه الجريمة البشعة انتهى مسلسل القتل فجأة كما بدء أول مرة، وبدئت بنهايته حقبة طويلة من التحقيق والبحث المحموم والتحري المكثف للكشف عن ملابسات القضية التي حيرت المحققين و الباحثين لقرن من الزمن. لكن برغم كل الجهود الجبارة التي أضطلع بها رجال اسكتلنديارد فأن القاتل ظل مجهولا ولم توجه تهمة القتل إلى احد.
لعقود طويلة تراكمت الكثير من الفرضيات و النظريات حول هوية جاك السفاح الحقيقية، لكنها بقيت مجرد احتمالات وتكهنات يصعب إثباتها، كان هناك الكثير من المشتبه بهم، أشهرهم الدوق ألبرت حفيد الملكة فيكتوريا الذي وجهت له أصابع الاتهام من قبل بعض الذين كتبوا عن القضية، والذين افترضوا بأن الدوق أصيب بمرض الزهري (السفلس) مما دفعه للجنون (الجنون هو من مضاعفات مرض الزهري) فأرتكب تلك الجرائم البشعة.
السير وليم غول طبيب البلاط الملكي كان أحد المشتبه بهم أيضا، وقد ظهر في العديد من الروايات والأفلام على أنه الشخص الذي يقف وراء جرائم جاك السفاح، ولعل السبب الرئيسي في الشكوك التي حامت حول الطبيب تعود إلى حرفية جاك السفاح في تقطيع أوصال ضحاياه، كان عمله متقنا وليس تمثيلا عشوائيا، مما دفع بالكثيرين إلى الاعتقاد بأن القاتل هو طبيب متمرس وخبير في علم التشريح.
مشتبه به آخر هو مونتغيو جون دروت، كان محاميا فاشلا ومضطربا عقليا انتحر بإلقاء نفسه في نهر التايمز في ديسمبر 1888 وقد أدى تزامن موته مع انتهاء مسلسل القتل إلى جعل الشكوك تحوم حوله ؛ وهناك أيضا مشتبه به يدعى روبرت ستيفنسن، وهو كاتب مولع بالشعوذة والسحر الأسود، و قد جعله ولعه هذا محلا للريبة، حيث ظن بعض المحققين بأنه أقترف الجرائم كضرب من الطقوس السحرية، وتزايدت الشكوك حوله باضطراد بعد أن اختفى كلياً في عام 1904.
أخيرا وليس أخرا، هناك قاتل يدعى توماس نيل حكم عليه بالموت في أمريكا، وقد صرخ من فوق منصة الإعدام .. "انا جاك الـ .." قبل أن يقطع حبل المشنقة جملته.
في الحقيقة هناك الكثير من المشتبه بهم في قضيه جاك السفاح ممن يطول ذكرهم وتعدادهم، لكن وكما أسلفنا سابقا فأن التهمة لم تثبت على احد وظلت القضية لغزاً محيراً تحول بمرور الأيام وانقضاء السنين إلى أسطورة مخيفة ألهبت حماس محبي قصص الرعب حول العالم.

السبت، 29 مارس 2014

منزل الأشباح في مزرعة الآس .. أشهر منزل مسكون في أمريكا

المنازل القديمة تحمل بين طياتها ذكريات كثيرة لأناس عاشوا في كنفها سنوات طويلة ثم فارقوها و رحلوا عنها ‏إلى الأجداث تاركين خلفهم صمتا مطبقا بعد أن كانت أحاديثهم و ضحكاتهم تملئ الأفاق. لكن أحيانا وفي حالات ‏نادرة , تحتوي جدران تلك المنازل العتيقة على أمور أكثر من الذكريات , أمور تظهر حينا كأصوات مكتومة و ‏خطوات صامتة لا يعلم مصدرها احد و طورا تتجلى في صورة وجوه شاحبة مخيفة تطل من عالم آخر لتثير في ‏نفوس الأحياء رعبا و هلعا لا يوصف. البعض يسميها أشباح و يربطها بأرواح الموتى زاعما أنها تبقى , لسبب ‏غير معروف , في البقعة التي ماتت فيها. و المنزل الذي سنكتب عنه اليوم هو احد أكثر تلك البقع الموحشة ‏ازدحاما بالأشباح!! حتى انه استحق عن جدارة لقب "أشهر منزل مسكون في أمريكا".‏
منزل الاشباح في مزرعة الآس
"أشباح! .. هل تمزح؟!" ضحكت فرانسيس تعليقا على القصة التي رواها لها الرجل العجوز الذي يدير المنزل ثم أردفت بنبرة يشوبها شيء من التحدي : "لا يوجد شيء اسمه أشباح يا سيدي , هذه مجرد خرافات و لكي اثبت لك ذلك سأبيت هنا الليلة .. احجز لي غرفة رجاءا و سنرى من سيخيف الآخر , أنا أم أشباحك القديمة المهترئة؟".
لم يجادلها الرجل العجوز , سجل اسمها في دفتره ثم ناولها مفاتيح غرفتها و تمنى لها ليلة سعيدة. كان العجوز رجلا وقورا محترما يتحدث بلباقة وأدب جم , لكن فرانسيس انزعجت من تلك الابتسامة الخبيثة التي لم تبرح شفتاه والنظرة الساخرة التي كانت تبرق في عيناه.
"أي مجنون يصدق هراء الأشباح!" تمتمت فرانسيس مع نفسها و هي تغالب النعاس على السرير الوثير الذي يتوسط الغرفة الصغيرة التي استأجرتها تلك الليلة , ولم تمض سوى لحظات حتى استسلمت لجفونها الثقيلة المتعبة و غطت في نوم عميق.
حينما فتحت فرانسيس عينها مرة أخرى لم تكن تعلم كم هو الوقت , هل بزغ الفجر ؟ كان هناك ضوء اصفر خافت يتراقص على الجدار , شعرت بكآبة غريبة تسيطر على مشاعرها , أصبح هواء الغرفة ثقيلا  بصورة مزعجة و أحست كأن شيء ما يقبع فوق صدرها , أدارت جسدها ببطء نحو الجزء الأخر من السرير لكنها تجمدت مكانها فجأة و اجتاحها خوف رهيب , لقد كانت هناك امرأة سوداء تقف عند حافة السرير تحدق إليها , كانت تحمل بيدها شمعة وتضع على رأسها قلنسوة خضراء , ملابسها غريبة و قديمة الطراز.
صرخت فرانسيس و دفنت رأسها تحت اللحاف ثم مرت لحظات سادها صمت وسكون عجيب.
"ربما تكون خدعة أو مزحة سمجة قام بها ذلك العجوز" حدثت فرانسيس نفسها و هي تخرج رأسها شيئا فشيئا من تحت الغطاء , كانت المرأة السوداء لاتزال واقفة في مكانها كالتمثال , بدت حقيقية إلى درجة ان لهب شمعتها كان يتراقص و ينبعث عنه خيط رفيع من الدخان , تشجعت فرانسيس ومدت يدها ببطء نحو المرأة , لكن أصابعها المرتجفة لم تكد تصل إليها حتى اختفت و تلاشت كالدخان.
في صباح اليوم التالي لم تكن السيدة فرانسيس مايرز تؤمن بالأشباح فحسب بل إنها ستؤلف مستقبلا كتابا حول تجربتها الشخصية مع أشباح منزل الآس (1) , تلك التجربة التي دفعتها لاحقا لنبش تاريخ المنزل ثم شراءه لتصبح واحدة من بين الأسماء الكثيرة التي امتلكته طوال قرنين من الزمان.

شبح الخادمة كلوي

فلم باتجك سلافيسا
صورة مزعومة للشبح كلوي التقطها احد مالكي المنزل
في مطلع القرن التاسع عشر كانت العبودية جزءا رئيسيا من الحياة الأمريكية خصوصا في الجنوب حيث مزارع القطن الشاسعة , ومزرعة الآس (Myrtles Plantation ) حالها حال المزارع الأخرى كانت تمتلك المئات من العبيد , كانوا يعيشون حياة بائسة , يعملون طوال النهار في الحقول و يباتون ليلهم في أكواخ حقيرة بائسة لا تصلح حتى كزرائب لعيش الحيوانات , لكن ما خفف من شقائهم قليلا هو طيبة قلب مالكة الأرض السيدة إليزابيث بوتر التي ورثت المزرعة و ما عليها من زوجها و قامت بإدارتها بشكل جيد لسنوات طويلة.
مرت السنين و تقدمت السيدة بوتر في السن فلم تعد قادرة على مراقبة العبيد و متابعة العمل في الحقول , و لأن أي من أبناءها الأربعة الذين يعيشون في المدينة لم يرغب في إدارة المزرعة , لذلك اضطرت العجوز إلى إيكال هذه المهمة إلى كلارك وودروف زوج ابنتها سارا التي كانت تعيش معها في المنزل برفقة ابنتيها كارولينيا و ماري.
كان وودروف إنسانا انتهازيا اشتهر برداءة الطباع. كان يعامل العبيد بقسوة وعرف عنه اتخاذه لخليلات من الزنجيات العاملات لديه , كانت لديه طرقه في إغوائهن و إغرائهن و إجبارهن , وكانت الخادمة كلوي هي إحدى تلك الخليلات , كان وودروف يهددها بإعادتها للعمل الشاق في الحقول إذا لم تستجب لنزواته الحيوانية لذلك كانت تطيعه و تنفذ جميع رغباته , لكنه بدأ يمل منها بالتدريج ثم هجرها واتخذ لنفسه خليلة أخرى.
عاشت كلوي في رعب مستمر منذ أن هجرها وودروف و لم يعد يهتم لشأنها , كانت خائفة من أن تتم إعادتها للعمل في الحقول , كان الأمر أشبه بإخراجها من الجنة لكي ترمى في الجحيم. لهذا أخذت كلوي تتصنت على أحاديث وودروف مع زوجته و حماته لترى إن كانوا يذكرون اسمها أو يقولون شيئا عن إعادتها للعمل في الحقول. و لسوء حظ كلوي المسكينة , امسك بها وودروف متلبسة وهي تتصنت على أحاديث العائلة لذلك قرر معاقبتها لتصبح عبرة للآخرين , قام بسحبها أمام بقية الخادمات ثم اخرج سكينا وقطع إذنها , ومنذ ذلك الحين أخذت المسكينة كلوي ترتدي قلنسوة خضراء لتغطي الأثر المشوه لأذنها المقطوعة.
ماذا حدث بعد ذلك ؟ هنا تختلف الرواية لكن النتيجة واحدة , فهناك فريق يزعم بأن كلوي أرادت استعادت ثقة العائلة مرة أخرى فقامت بوضع مقدار من السم في كعكة طلبت منها السيدة وودروف صنعها من اجل الاحتفال بعيد ميلاد ابنتها كارولينيا. لقد اعتقدت الساذجة كلوي بأن السم سيجعل العائلة تمرض فقط فتقوم هي بعيادتهم و تحظى بثقتهم و حبهم من جديد. وهناك فريق ثاني يزعم أن كلوي وضعت السم في الكعكة بغرض الانتقام من وودروف. لكن على العموم و أيا ما كان السبب الذي دفع كلوي لتسميم الكعكة فأن النتيجة كانت مأساوية و محزنة بكل معنى الكلمة , إذ إن وودروف نفسه لم يأكل من الكعكة لكن زوجته الحامل و طفلتاه فعلتا وسرعان ما ظهرت عليهن أعراض التسمم و فارقن الحياة في نفس اليوم.
كان غضب و حزن كلارك وودروف لا يوصف , و بسبب خشية العبيد من أن يطالهم انتقامه توجه البعض منهم إلى الكوخ الذي كانت كلوي تختبئ فيه و قاموا بجرها إلى منزل الآس حيث وضعوا حبلا في عنقها و شنقوها على أغصان إحدى الأشجار المقابلة للمنزل , ثم انزلوا جثتها و قاموا بتقطيعها إلى أجزاء صغيرة سحقوها بالحجارة و رموها في مياه نهر الميسيسيبي المحاذي للمزرعة.
كانت تلك الليلة هي الأكثر دموية و مرعبة في تاريخ المزرعة , اختلطت فيها رائحة الدم و الموت مع صرخات وودروف الغاضبة و المجنونة , وحين بزغ الفجر , ألقى وودروف نظرة أخيرة على غرفة الطعام التي ماتت فيها زوجته و طفلتيه , ثم اقفل بابها بأحكام و منع أي شخص من دخولها حتى آخر يوم في حياته , و اليوم يسمى الزوار تلك الغرفة بـ "غرفة اللعب" حيث يزعم البعض أن أصواتا لأطفال يلعبون و يضحكون تصدر عنها في بعض الليالي , لكن عندما يتم تفقد الغرفة يجدونها فارغة دائما.
كما ان بعض المارة من أمام المنزل يشاهدون أحيانا في الليالي المقمرة شبح طفلة تقفز و تضحك عند نافذة  غرفة اللعب , و يؤمن الكثير من الناس بأن هذه الأصوات و الأشباح تعود إلى بنات وودروف البريئات اللائي فقدن حياتهن يوم الحادث.
الشبح الأشهر في المنزل هو شبح السيدة السوداء ذات القلنسوة الخضراء , و الذي يعتقد الكثير من الناس انه شبح كلوي , ويقال أنها تتجول ليلا في أرجاء المنزل تحمل بيدها شمعة ويصحبها صوت خفي لنحيب و بكاء أطفال صغار , و قد تمكن احد مالكي المنزل من التقاط صورة مزعومة للشبح , وهذه الصورة تباع اليوم كتذكار للزوار التواقين لسماع قصص الأشباح , كما زعم عدد ممن باتوا ليلتهم في المنزل بأنهم استيقظوا في ساعة متأخرة من الليل ليشاهدوا امرأة سوداء تحمل بيدها شمعة وتقف عند حافة أسرتهم تحدق إليهم بغرابة.

المزيد من الأشباح

ربما كانت الميزة الأشهر لمنزل مزرعة الآس هي تعدد أشباحه , وقد أوجبت له هذه الميزة الحصول على لقب "أشهر منزل مسكون في أمريكا" عن جدارة , ويقال أن المنزل ملعون لأنه بني فوق مقبرة قديمة للهنود الحمر , وأن من بين أشباح المنزل العديدة هناك شبح لامرأة من الهنود الحمر. فيما يذهب رأي أخر إلى أن تعدد أشباح المنزل مرتبط بتاريخه الدموي حيث يزعم أصحاب هذا الرأي وقوع إحدى عشر جريمة قتل داخله.
من هذه الجرائم , مقتل لويس ستيرلنك اثر تلقيه عدة طعنات بالسكين داخل المنزل , و لويس هذا هو ابن احد ملاك المزرعة خلال القرن التاسع عشر.
هناك أيضا ثلاثة جنود اتحاديين اختبئوا و قتلوا داخل المنزل خلال إحدى معارك الحرب الأهلية الأمريكية , و يقال إن بقعة دم كبيرة على شكل إنسان ظلت تغطي أرضية الغرفة الذي قتل فيها احد هؤلاء الجنود و لم تفلح جميع محاولات إزالتها حتى اختفت من تلقاء نفسها بعد عدة سنوات.
في عشرينيات القرن المنصرم , عثرت الشرطة على جثة احد أبناء عائلة ويليمز المالكة للمنزل آنذاك مقتولا , و يبدو انه فقد حياته على يد بعض اللصوص الذين حاولوا سرقة المزرعة.
وليم ونتر هو أشهر المقتولين في المنزل , كان محاميا و صهرا للسيدة ماري كوب مالكة المزرعة وكان يعيش معها في منزل الآس برفقة زوجته و أطفاله. في إحدى ليالي عام 1871  ناداه شخص مجهول طالبا رؤيته في الخارج للتحدث معه , وما أن خرج ونتر من المنزل حتى أصابته رصاصة قاتلة , لكنه لم يمت في الحال , بل زحف عائدا إلى داخل المنزل رغم جراحه , و استمر بالزحف نحو السلم المؤدي إلى الطابق الثاني , كان يحاول الصعود لكي يموت في أحضان زوجته الحبيبة النائمة مع الأطفال في إحدى الغرف , لكن المسكين خارت قواه و لفظ أنفاسه الأخيرة عند الدرجة السابعة عشرة من السلم.
و يقال أن شبح وليم ونتر لازال يحاول الصعود إلى الطابق الثاني حتى اليوم لكنه يفشل في كل مرة وأن خطواته لازالت تسمع في بعض الليالي وهي ترتقي السلم باتجاه الأعلى لكنها تتوقف و تتلاشى دائما عند الدرجة السابعة عشر ولا تتجاوزها , أي بالضبط كما حدث معه أثناء موته.
فلم باتجك سلافيسا
مرآة الاشباح في منزل الآس
هناك غرائب أخرى في منزل الآس , إحداها هي مرآة قديمة يقال أنها احتبست في داخلها أرواح بعض الذين لفظوا أنفاسهم داخل المنزل ولهذا تظهر عليها آثار بصمات يد مجهولة كأنما هناك من يحاول كسرها و الخروج منها. وقد حاول احد مالكي المنزل ممن كانوا يسخرون من قصص الأشباح إزالة هذه البصمات عن طريق تبديل زجاج المرآة , لكنه وقف مذهولا بعد عدة أيام حين عاودت البصمات الظهور على الزجاج الجديد.
ومن غرائب هذه المرآة أيضا هو ظهور شبح فتاة تهبط السلم وهي تغني و ترقص ثم تتوقف أمام المرآة فتتغير ملامحها إلى الخوف و الغضب و تبدأ تجول بنظرها داخل المرآة كأنما تبحث عن شيء مفقود , و يقال أن هذا الشبح هو لفتاة تعرضت للقتل داخل المنزل لسبب مجهول بينما كانت واقفة أمام المرآة , ولأنها لم تستطع رؤية وجه قاتلها لهذا فأن شبحها الغاضب يجيل النظر داخل المرآة عسى أن تلمح انعكاس وجه القاتل فترتاح روحها المعذبة.
احد الألغاز المحيرة أيضا هو بيانو موضوع في إحدى الغرف , زعم بعض من امضوا ليلتهم في المنزل بأنهم سمعوا صوته وهو يعزف طوال الليل , والغريب هو أن العازف المجهول لا يجيد سوى مقطوعة واحدة فقط يستمر في تكرارها مرة بعد الأخرى. كان العزف يتوقف إذا دخل شخص ما إلى الغرفة ليتحقق من مصدر الصوت , وبالطبع كان سيجدها خالية و يشاهد لوحة مفاتيح البيانو مغلقة , لكن ما أن يغادر الغرفة حتى يعود صوت العزف مرة أخرى!.
في عام 1985 حصل فريق تصوير احد المسلسلات التلفزيونية بعنوان (The Long Hot Summer ) على الإذن من مالك المنزل لتصوير بعض المشاهد داخله , وقد مر طاقم التصوير هذا بتجربة محيرة داخل المنزل.
ففي احد المشاهد قام الطاقم بإزاحة أثاث "غرفة اللعب" وجمعه عند إحدى الزوايا من اجل تصوير لقطة تتطلب ذلك , و بعد أن أكملوا تصوير لقطتهم تلك انتقلوا إلى الغرفة المجاورة لإكمال المشهد. لكن بعد عدة دقائق حين عاد الفريق إلى "غرفة اللعب" كانت تنتظرهم مفاجأة كادت أن تفقدهم صوابهم , فجميع قطع الأثاث التي كانوا قد أزاحوها كانت قد عادت إلى مكانها بالضبط! , كانت صدمة حقيقية للطاقم لأنهم كانوا متأكدين من أن أحدا لم يدخل إلى موقع التصوير أثناء فترة انتقالهم القصيرة إلى الغرفة المجاورة. بسرعة قام طاقم التصوير بجمع معداته و فروا على عجل إلى منزل آخر ليكملوا تصوير مشاهدهم هناك.
في عام 2001 واجه احد البرامج الوثائقية مشاكل تقنية عديدة لا يمكن تفسيرها أثناء تصوير حلقة عن المنزل , مثل انقطاع الكهرباء بدون مبرر واختفاء بعض اللقطات من كاميرا التصوير و انفصال بعض كابلات معداتهم من تلقاء نفسها.
هناك أيضا قصة احد حراس البوابة المؤدية إلى المنزل , إذ كان يؤدي نوبة حراسته مساء احد الأيام حين ظهرت أمامه فجأة امرأة ترتدي ملابس بيضاء وعبرت البوابة من دون أن تلتفت إليه رغم انه نادى عليها لأكثر من مرة مما اضطره إلى محاولة اللحاق بها , لكن المسكين أصيب برعب لا يمكن وصفه حين تلاشى جسد المرأة عند مدخل المنزل , وفي اليوم التالي استقال الحارس المصدوم من عمله و لم يعد إلى منزل الآس مرة ثانية.
فلم باتجك سلافيسا
البيانو الذي يعزف من تلقاء نفسه!!
هناك قصص عن أشباح أخرى داخل المنزل , اغلبها لأطفال صغار , ربما لأن عدد كبير منهم ماتوا داخل المنزل خلال قرنين من الزمان. كما أن عدد أشباح المنزل تزايد باضطراد منذ أن أصبح قبلة للزوار و السياح خلال النصف الثاني من القرن المنصرم , إذ زعم العديد من أولئك الزوار رؤيتهم لأشباح و ادعى بعضهم سماعهم أصوات أو مشاهدة أمور غريبة لم يستطيعوا تفسيرها مثل تحرك الأثاث و فتح أبواب الغرف و غلقها من تلقاء نفسها و سماع خطوات خفية تتجول داخل المنزل من دون أن يستطيعون رؤية أصحابها.

ماذا يقول التاريخ الرسمي للمنزل ؟

ربما يتمنى البعض من عشاق قصص الأشباح أن تنتهي مقالتنا هنا , حيث منزل مزرعة الآس القديم يعج بالأشباح التائهة و الأرواح المعذبة و العديد من الأمور الغريبة التي يعجز المنطق السليم عن تفسيرها , لكن ذلك ليس من شيم موقعنا الذي اعتاد على تقديم وجهات نظر و تفسيرات مختلفة للقضايا التي يتناولها تاركا الحكم الأخير فيها للقارئ.
يبدأ تاريخ المنزل مع ديفيد برادفورد , و هو ابن مهاجر ايرلندي درس القانون و زاول المحاماة ثم تم تعيينه أول وكيل قضائي في مقاطعة واشنطن بعد حرب الاستقلال عن بريطانيا (2) , لكنه ترك منصبه و هرب إلى لويزيانا (تحت سيطرة الأسبان آنذاك) بعد صدور أمر إلقاء قبض عليه لدوره في (ثورة الويسكي) عام 1791.
في لويزيانا قام برادفورد عام 1794 بشراء مساحة كبيرة من الأرض المحاذية لنهر الميسيسيبي و شيد فوقها منزلا كبيرا مكونا من ثمان غرف و هو المنزل الذي سيعرف لاحقا بأسم منزل مزرعة الآس.
بعد بناءه المنزل أرسل برادفورد في طلب زوجته إليزابيث بوتر و أطفاله الخمسة , و قد استقرت العائلة في المنزل و عاشت فيه حتى بعد أن حصل برادفورد على عفو رئاسي عام 1799.
قبل وفاته عام 1808 اتخذ برادفورد تلميذا اسمه كلارك وودروف درسه أصول القانون. و وودروف هذا هو نفس الشخص الذي تبدأ معه أسطورة أشباح منزل مزرعة الآس.
وودروف تزوج ابنة أستاذه الجميلة سارة برادفورد عام 1817 ثم أصبح القائم بأعمال عائلة برادفورد و سكن مع زوجته و حماته و أطفاله الثلاثة كارولينيا و جيمس و ماري داخل منزل مزرعة الآس.
في عام 1823 ماتت سارة برادفورد و تبعها ابنها جيمس في العام التالي 1824 ثم ابنتها الكبرى كارولينيا عام 1825 و جميعهم ماتوا بسبب أصابتهم بمرض الحمى الصفراء , و اعتقد انك عزيزي القارئ تلاحظ هنا الاختلاف الواضح بين الحقائق التاريخية و الأسطورة , ففي قصة الخادمة كلوي تموت الزوجة سارة و طفلتيها بالسم بينما الحقيقة التي توثقها سجلات الكنيسة التي كان إفراد العائلة يترددون إليها , تقول بأن سارة برادفورد و طفليها جيمس و كارولينيا فارقوا الحياة بمرض الحمى الصفراء بفارق عام بين وفاة كل منهم , و الأطفال المتوفين هم ولد و بنت و ليس بنتان كما في الأسطورة.
أضف إلى ذلك أن جميع السجلات والوثائق التاريخية لا تذكر أي شيء عن وجود خادمة من العبيد اسمها كلوي كانت تعيش يوما ما في المزرعة , كما لا يوجد أي دليل تاريخي يثبت ان وودروف كان يستغل زنجيات المزرعة جنسيا.
بعد وفاة زوجته و طفليه وموت حماته إليزابيث عام 1830 , ترك كلارك وودروف مزرعة الآس و انتقل إلى مدينة لويزيانا حيث عاش مع ابنته الوحيدة ماري وزوجها حتى فارق الحياة. و لاحظ هنا أن ماري هذه يفترض أنها ماتت بالسم مع أمها و أختها حين كانت طفلة!. لكن ماري الحقيقية عاشت حتى تزوجت و أنجبت و شهدت موت والدها العجوز عام 1851.
عام 1834 اشترى رافن غراي ستيرلنك المزرعة و ما عليها من وودروف , كانت عائلة ستيرلنك غنية لذلك صرفت أموالا طائلة على ترميم المنزل و توسيعه إلى الشكل الذي هو عليه اليوم بحيث أصبح حجمه ضعف حجم المنزل الأصلي الذي بناه برادفورد أواخر القرن الثامن عشر , وقام السيد رافن باستيراد أثاث فاخر من أوربا خصيصا لمنزله الجديد.
رغم الأموال الطائلة التي أنفقتها عائلة ستيرلنك على المنزل إلا إن حياتها داخله تواكبت مع الكثير من المصائب و المحن , فمن بين الأطفال التسعة للسيد رافن ستيرلنك و زوجته ماري كوب , أربعة فقط هم من وصلوا إلى سن الرشد و تزوجوا أما البقية فقد ماتوا جميعهم بمرض الحمى الصفراء , لكن أيا منهم لم يقتل في المنزل كما تقول الأساطير.
السيد رافن ستيرلنك نفسه مات في المنزل عام 1854 بسبب إصابته بمرض السل , وبعد موته قامت زوجته بإدارة المزرعة بأحسن صورة لعدة سنوات ازدهرت خلالها أعمال العائلة وازدادت ثروتها , لكن المصائب كما يبدو أبت أن تفارق العائلة إذ أصيبت بانتكاسة مالية كبيرة خلال الحرب الأهلية الأمريكية (4) و قام جنود الاتحاد (أي التابعين للعاصمة واشنطن) بنهب المزرعة و تحطيم ممتلكاتها بعد هزيمة المقاطعات الانفصالية , وهنا أيضا تختلف الحقيقة عن الأسطورة , فسجلات الجيش الأمريكي لا تسجل أي حادثة قتل تعرض لها جنودها داخل مزرعة الآس و لا يوجد أي دليل تاريخي يثبت مقتل ثلاث منهم داخل منزلها.
في عام 1865 سلمت ماري كوب إدارة المزرعة إلى زوج ابنتها وليم ونتر الذي كان يعيش معها في منزل الآس برفقة زوجته و أطفاله الخمسة , كانت المزرعة آنذاك , و بسبب النكبات المتلاحقة , مدينة بمبالغ كبيرة للبنك الذي قام بالحجز عليها , إلا أن ونتر استطاع سداد الديون واستعادة المزرعة عام 1867.
في عام 1868 ماتت الطفلة كاتي ابنة ونتر بسبب إصابتها بالتيفوئيد .
في ليلة 26 كانون الثاني / يناير من عام 1871 بينما كان وليم ونتر في المنزل مع عائلته اقترب رجل يمتطي صهوة حصان من المنزل و ناداه بأسمه مطالبا إياه بالخروج لكي يتحدث معه في شأن ما , حين خرج وليم لم يكن مسلحا لأنه ظن بأن الرجل يعرفه , لكن لم تمض سوى لحظات على خروجه حتى سمعت زوجته صوت عدة أطلاقات نارية فهرعت إلى الخارج لتجد زوجها مقتولا يتخبط في دمه فيما لاذ القاتل بالفرار من دون ان يستطيع رؤيته احد و بقى لغز هويته بلا حل إلى يومنا هذا. في الحقيقة أن جريمة مقتل وليم ونتر هي حادث القتل الوحيد الذي يمكن إثباته تاريخيا من بين جميع الجرائم المزعومة التي اقترفت في المزرعة.
صحيح أن وليم ونتر تم قتله غدرا أمام منزله و لم يعرف من هو قاتله إلى اليوم , لكن لا يوجد أي دليل على أن الرجل لم يمت في الحال و انه زحف إلى الداخل و حاول ارتقاء السلم إلى الطابق الثاني ليفارق الحياة عند الدرجة السابعة عشر!.
بعد مقتل ونتر عاشت عائلة ستيرلنك في المنزل حتى عام 1878 حيث ماتت ماري كوب فنشب نزاع بين أبنائها حول الإرث , كانت المزرعة لاتزال مدينة بقروض كثيرة , لذلك قام احد الأشقاء و اسمه ستيفان بشراء حصص إخوته ثم باع المزرعة عام 1886 , و يقال انه خسرها في لعبة قمار.
بيعت المزرعة أكثر من مرة قبل أن تستقر ملكيتها أخيرا عند هاريسون وليمز في عام 1889 , وقد انتقلت عائلة وليمز للعيش في منزل المزرعة وبذلت جهدا جبارا خلال السنوات التالية في محاولة إصلاح أحوال الحقول التي أهملت و أصابها الخراب لسنوات طويلة , وبالفعل تكللت جهود العائلة بالنجاح وعاد الازدهار الى المزرعة مرة أخرى.
لم يخلوا عهد عائلة وليمز في المزرعة من بعض الحوادث المؤلمة , فأحد أبناء السيد وليمز و اسمه هاري مات غرقا في نهر الميسيسيبي خلال عاصفة هوجاء ضربت المنطقة. وفي عام 1927 قتل اللصوص احد أفراد العائلة في كوخ داخل المزرعة , لكنه لم يمت داخل منزل الأشباح.
وخلال عهد عائلة وليمز أيضا ظهرت لأول مرة حكاية شبح الخادمة كلوي , القصة بدأت بمزحة حيث أن عمة عجوز كانت تعيش مع العائلة لفترة طويلة أخبرتهم مرارا عن رؤيتها لشبح امرأة سوداء تتجول داخل المنزل. في البداية وجدت العائلة في القصة مناسبة للضحك إلا أنها سرعان ما انتشرت بين عمال المزرعة و المزارعين في البلدات القريبة , وهكذا بدأ السكان يتداولون قصة كلوي الخادمة للمرة الأولى.
أقامت عائلة وليمز في المزرعة لستين عاما حتى باعها الورثة عام 1950 إلى أرملة غنية تدعى ماجوري مانسون , وقد انتبهت تلك الأرملة خلال فترة إقامتها في منزل المزرعة إلى حدوث أمور غريبة لم تستطع تفسيرها لذلك أخذت تبحث في تاريخ المنزل و تسأل العجائز من جيرانها المزارعين , و هكذا بدأت قصص الأشباح تتوالى و اكتسب المكان شهرته كمنزل مسكون خلال العقود التالية.
خلال الستين عاما المنصرمة تم بيع و شراء المنزل مرات عديدة وقد استقرت ملكيته اخيرا عند جون و تيتا موسز اللذان حولاه إلى معلم سياحي يقدم لزواره فرصة المبيت مع تقديم وجبة فطور عند الصباح إضافة إلى جولة في أرجاء المنزل و المزرعة.
المنزل أضيف إلى قائمة الأماكن التاريخية الوطنية الأمريكية في عام 1978.

أين الحقيقة ؟

فلم باتجك سلافيسا
هل المنزل مسكون حقا بالأشباح ؟
عزيزي القارئ , إن السجلات و الوثائق التاريخية لا تشير إلى وجود شخصية الخادمة كلوي , لكن الإنصاف و الأمانة التاريخية تدفعنا إلى التنويه بأن ألاف العبيد السود قضوا نحبهم تحت ظروف لا إنسانية في مزارع البيض , خصوصا في جنوب الولايات المتحدة , حيث لم يكن عجيبا أن تتم معاقبة هؤلاء العبيد بشدة كأن يجلدوا أو تقطع أذانهم و ألسنتهم أو أن يقتلوا لأتفه الأسباب , و لم يكن مستغربا أيضا أن يقوم السادة البيض باغتصاب النساء السود. لذلك فأن عدم وجود اسم الخادمة كلوي في سجلات مزرعة الآس لا يعني بالطبع أن المزرعة لم تشهد معاناة و موت العديد من العبيد. وربما يكون منشأ أسطورة الخادمة كلوي يعود في الأصل إلى هؤلاء العبيد الذين كانوا يجدون في القصص و الحكايات الخيالية ملاذهم الوحيد من الحياة القاسية و الوحشية التي كانوا يكابدونها.
ثم أن هناك سؤال أخر يطرحه المؤمنين بقصص الأشباح عن مدى استيعاب التاريخ لكل الأحداث التي مرت على المزرعة خلال قرنين من الزمان ؟ يا ترى الم تقع حوادث طواها النسيان وسقطت من أوراق التاريخ الصفراء  أحداث اعتقد المؤرخون أن لا أهمية لذكرها ؟ لا تنس عزيزي القارئ بأننا نتكلم عن قرنين من الزمان و هي مدة لو قستها على تاريخ بلداننا لعرفت كم هي طويلة. فهناك في مدننا و حاراتنا القديمة بيوت قد لا يعلم سوى الله متى شيدت , فهل يستطيع احد أن يخبرنا عن تاريخها بالكامل وعن الأحداث التي رافقت حياة عشرات الأشخاص الذين سكنوها و رحلوا عنها إلى المقابر. نحن هنا لا نتكلم عن ثورات أو حروب أو كوارث طبيعية و إنما عن حياة الناس البسطاء. يا ترى هل يذكر التاريخ قصص الحب البريئة التي تبادلها الأولاد و البنات من فوق سطوح المنازل؟ هل سيذكر التاريخ ابن جارنا الطفل الذي دهسته سيارة مسرعة ؟ هل سيذكر التاريخ تلك الأرملة التي تجلس عند ناصية شارعنا كل صباح تبيع اللبن لتطعم أطفالها الصغار وقد ارتسم على وجهها الشاحب حزن العالم كله ؟ مع الأسف التاريخ لا يذكر هذه الأمور لأن الناس لا تهتم لها. ومزرعة الآس أيضا شهدت خلال تاريخها الطويل العديد من المآسي التي ربما لم يجد التاريخ حاجة لذكرها , لقد مات في ذلك المنزل القديم عشرات الأشخاص , العديد منهم كانوا أطفالا حصدهم مرض الحمى الصفراء و التيفوئيد , والمزرعة شهدت أيضا العديد من النكبات و حدثت فيها فعلا بعض الجرائم ....
لكن مهلا ... هل يعني هذا بأن المنزل مسكون حقا بالأشباح ؟ ربما .. من يدري؟! و ربما أيضا تكون مجرد قصص يروج لها مالكو المنزل من اجل اجتذاب السياح و استدرار أموالهم. لكن في المقابل يجب أن نتذكر بأن هناك العديد من الناس مروا بتجارب غريبة داخل هذا المنزل , و ربما بعضهم أناس قد لا يرقى الشك إلى مصداقيتهم و ليست لديهم مصلحة في الكذب , فهل كانت تجاربهم تلك مجرد هلوسة و ادعاء؟.
على العموم , في النهاية يبقى قرار تصديق أو تكذيب هذه القصة متروكا إليك وحدك عزيزي القارئ.
1 – الآس : نبات ينمو على شكل شجيرات صغيرة دائمة الخضرة و تتميز أوراقه و زهوره البيضاء برائحة طيبة زكية , النبات معروف منذ القدم و تنتشر زراعته في البلدان العربية و عادة ما يقوم البستانيين بتهذيب أغصانه ليتحول إلى أجسام و إشكال جميلة تزين الحدائق العامة , يعرف في مصر بالـ"مرسين" و في الشام بالـ"بستاني" و في العراق بالـ"ياس".
2 – حرب الاستقلال الأمريكية : استمرت بين عامي 1776 – 1783 و انتهت باستقلال معظم أراضي ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا العظمى.
3 – ثورة الويسكي : تمرد قام به السكان في أجزاء من الولايات المتحدة و بالخصوص في مقاطعة واشنطن في بنسلفانيا بسبب ضريبة فرضتها الحكومة الاتحادية على صناعة الويسكي و ذلك من اجل سداد ديونها المتراكمة جراء حرب الاستقلال عن بريطانيا. و بعد فشل المفاوضات بين الحكومة و المتمردين قام جورج واشنطن (الرئيس الأول لأمريكا) بالزحف على المتمردين على رأس ثلاثة عشر ألف مقاتل فهزمهم و أنهى التمرد.
1 – الحرب الأهلية الأمريكية  : حرب وقعت بين عامي 1861 – 1865 بين الحكومة الاتحادية في الشمال برئاسة أبراهام لينكون  و بين احد عشر ولاية جنوبية طالبت بالانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية و كان  الجنوبيون تحت قيادة جيفرسون ديفيس , و قد لعبت مسألة العبودية دورا رئيسيا في نشوب  هذه الحرب فالرئيس لينكون و الحكومة الاتحادية كانوا ضد العبودية و أرادوا إلغائها  اما الولايات الجنوبية و هي ولايات زراعية تعتمد بصورة كبيرة على العبيد في  إنتاجها و اقتصادها فكانت متمسكة بالإبقاء على العبودية , و قد انتهت الحرب باستسلام  الجنوب و إلغاء العبودية قانونيا (عمليا استلزم القضاء على التمييز ضد السود في  أمريكا قرن أخر من الزمان).

الخميس، 27 مارس 2014

رحلة البحث عن المجهول

السلام عليكم أعزائي القراء .. اليوم سأقودكم برحلة البحث عن المجهول الرحلة الخالية من المعالم التي توحي انك على يقين فيما ستقرأ لأنه خارج عن المألوف قبل أن ابدأ كلامي وسرد الأحداث أحب أن أوجه شكر خاص اللاذاعي المبدع "أحمد يونس" لآني مدين له بالعرفان ,لأنه سمح لي بإعادة صياغة هذا القصص الواقعية وإيصالها لكم على نحو أفضل

سحر والمرأة

سحر تعشق النظر لنفسها بالمرآة ..
تحدثت في المقالة السابقة عن علاقة الجن والإقران بالمرايا وكيف يظهر وكيف يمارس عمله واليوم جلبت لكم المثال الحي وأنا أقسم بربي أن ما ستقرأوه الآن من قصص حدثت بالفعل وينصح بعدم فعل وتجربة كلما سيذكر في أي قصة ..
سحر هي فتاة ذات السادسة عشر من عمرها تتمتع بقدر عالي من الجمال (محجبة ) علاقتها بالناس والجيران قليلة جدا تكره الاختلاط بالأولاد عمومـا قليلة الكلام عشقها الأول والأخير هي المرآة . كانت دائما تحب أن ترى شكلها كثير وتدقق بتفاصيل جمالها وبين حين والآخر تقف أمام المرآة وتنظر وتغير ملابسها حسب حالتها المزاجية وأيضا تقف أمام المرأة لتتأمل دقة تناسق الملابس عليها .. لكن الأسوأ مرآة الحمام .. كانت لسحر الرغبة الخاصة بالوقف أمام مرآة الحمام بالساعات . تغني وترقص وتتحدث مع صورتها المنعكسة وتفعل كل شيء في ما يخطر في بالك داخل الحمام ..!
والدة سحر كانت معارضة لأفعالها وكانت تخبرها أن الوقوف طويلا أمام المرأة سيعرضك للأذى .. لكن سحر ذات الطبع العنيد كانت ترفض هذا الكلام وتعتبر أن المرأة احد متع الحيـاة (من وجهة نظرها) .
لتجد انعكاسها ليس بصورتها ..
وفي احد الأيام كانت سحر تقف أمام مرآة الحمام تغني وتدندن وفجأة باب الحمام يطرق وإذا بوالدة سحر توبخها بالكلام وراحت ترشقها بسيل من الشتائم والكلام العابر .. طبعا سحر لم تعد تتحمل هذا السيل فوقت أمام المرآة تبكي وتتأمل شكلها الحزين وعينها المحمرة من الدموع . قامت سحر بغسل ووجها من الدموع وتريح نفسها تحت صنوبر الماء البارد وعند الانتهاء من غسل وجهها رفعت رأسها نحو المرأة لتجد أن انعكاسها ليس بصورتها ..! كانت صورة قريبة الشبه منها  كانت ذات عيون بيضاء سوداء الوجه وكان يتحرك داخل المرأة ارتدت سحر ملابسها بسرعة وخرجت ولم تخبر أي احد بالموضوع لأنها تعرف أن لا احد سوف يصدقها .
وفي الصباح التالي ..نهضت لتغسل وجهها لتذهب إلى المدرسة ما أن انتهت حتى تكرر الموقف داخل المرأة رأت وجها اسود محجر العيون فارغ مجرد كتله هلامية سوداء ينعكس أمامها .. أغشى عليها وعندما استعادت وعيها وجدت نفسها على السرير وفوقها شيخ يقرأ عليها بعض الآيات ووالداتها بجانبها تبكي وهي ممسكة يديها وبعد انتهاء الشيخ كان كلامه كالآتي (أن ما حدث غلط وحرام .. ما حدث لكي في الحمام هو ظهور  قرينك مجرد تحذير لتعودي إلى صوابك .. تغنين وترقصين في الحمام حيث يسكنون عودي إلى رشدك يا أبنتي وتفادي الجن والنظر إلى المرأة ) بعد متابعة الحالة الصحية لسحر الحمد الله بدأت تتعافى ببطء .. شفاها الله وعافها ..

مـاذا يحدث داخل القبور ؟؟

الكلام منقول من ابن بطل قصتنا . والرواية بلسان (عمـاد) يتحدث عماد عن تجربه أبيه المريرة التي أفقدته النطق بسبب ما حدث له بعد دفنه حيا بداخل القبر  .. يقول عماد :
مما يجعلنا نعتقد أنه مات ..
أبي مواطن بسيط يعمل في احد مكاتب البريد التابع لأحد القرى الريفية وكان محبوب من قبل الجميع كان يسعى دائما في حل خلافات المتخاصمين وكان يعاني من داء السكري مما يسبب له أزمات تؤدي به إلى الغيبوبة مما يجعلنا نعتقد انه قد مات بالفعل لكنه بات وضعا (روتيني) عندما نرى أبي فاقدا لوعيه ..لأنه سيفيق ما أن يأخذ حقنة علاجه . 
  
وفي احد الأيام لم نعتد على طبيعة أبي أن يستيقظ على صلاة الفجر بنفسه ثم يأتي ويدق أبواب غرفنا واحدا واحدا ليوقظنا إلى الصلاة , تعودنا على أن تقوم أمي بإيقاظنا لكن أبي؟ .. حتى انه استيقظ قبل والداتي ..المهم وبعد الانتهاء من الفجر اخبرنا أن اليوم إجازة عن العمل لا حاجة إلى إيقاظي .. وخلد للنوم وفي الصباح سمعت أمي تصرخ وتبكي وتولول .. خرجت من غرفتي لكي أرى ما يحدث صدمت بالمشهد طاقم من الأطباء وأقاربي كلهم و احد إخوتي يقول لي (البقاء لله أبونا مـات) هذه المرة مات فعلا من خلال التشخيص الطبي .. أبي مات صدمة عمري أحسست أن الظلام قد بدأ يخيم على حياتي .. بعد انتهاء إجراءات الموت من تغسيل والصلاة على الميت وتصريح الدفن .. حملنا نعش أبي إلى المقابر وعندما صاح  المنادي خلفي (وحدووو) أحسست أن روحي سحبت مني وأنا أرى أبي يدخلون الناس بجثمانه القبر .. بعد انتهاء مراسيم الدفن عدنا إلى بيتنا الذي أصبح كئيب وحزين لرحيل أبي وأمي منهمكة بالبكاء وإخوتي يحاولون التخفيف عنها .. وفجـأة سمعنا كلنا صوت صراخ في الشارع لوهلة قلت في سري (هل مات أحدا آخر هذه اللحظة ألطف يا رب) .
وتعالت الصرخات حتى صار قريبة من بيتنا .. نهضت أمي لتفتح الباب وترى ماذا يحدث وإذا بها تصرخ هي الأخرى .. من يقف على الباب ؟ انه أبي ....! .
سرت لعدة دقائق صدمة ورهبة جرفت سكان المنزل والقرية كلها .. أطلقت أمي الزغاريد والصيحات ويا مرحب بنور البيت وتحول البيت الكئيب إلى بيت فرحا وسرور والقرية كلها في بيتنا لتطمئن على حالة أبي .. ودار سؤالا في ذهني كيف عاد أبي من المقابر وكيف خرج من القبر ؟؟؟؟ .
بعد مرور ثلاثة أيام كان أبي قد استعاد وضعه الصحي وتجمعنا نحن الأسرة حوله وبدأ وكان سؤالي له كيف خرجت من المقابر ومن فتح لك القبر ؟ هنا تكلم أبي :
كيف خرجت من المقابر ومن فتح لك القبر ؟ ..
فتحت عيني لأجد كل اظلم ظلمة حالكة حاولت تحريك يدي لكني وجدت نفسي مقيد قلت يمكن هذا الغطاء (البطانية) فتحررت بسهولة وبدأت أتحسس الأرضية ظنا مني أني على السرير لكنه ملمس ترابي بدأت تحسس جسمي فوجدت قطن في فمي وانفي وإذناي .. قلت في نفسي أنا في قبر ....! وبدأت اصرخ وأحرك نفسي يمينا ويسارا ولكن ما من مجيب وفجأة نظرت على يميني فوجدت شخصا نائم بجانبي اقسم بالله كنت كلما صرخت صرخ معي وعندما أتوقف يتوقف وكان شكله أشبه بشياطين الأفلام والرسوم المتحركة .. حارس المقبرة كان يعتقد إني شيطان حي فعندما كان يسمع صراخي كان يعتقد إنني أتعذب في قبري وعندما أخرجوني بحضور الشرطة وشيخ من الجامع حارس المقبرة أول ما رأى شكلي وعلامات الفزع البارزة على ملامحي مات (طب ساكت مكانه) ثم حملني الناس إلى بيتي وعندما وصلت على مقربه منها نزلت وبدأت الناس تصرخ الشرطة تصرخ إلى أن وصلت لبيتنا ..
يقول عماد : تأثرنا جمعيا بكلام والدي فجلست بجانبه على السرير واحتضنته وبدأ يبكي في حضني مثل الأطفال ..وهو في حضني لاحظت في شعر أبي عدد من الخصلات البيض يا ترى يا أبي ما مدى الرعب الذي عشته في القبر ؟
بعدها طلب منا أبي الانصراف وطلب منا أن نبقي جميع أضواء المنزل مفتوح وممنوع إغلاقها لأي سبب صباح اليوم التالي استقضينا على مصيبة جديدة أبي فقد النطق مهما حاول أن يتكلم فهو يبكي على إخراج حرف واحد من فمه .

عفاريت الجمعية الزراعية  (حدث في مصـر )

الجمعية في الليل تعج بالعفاريت ! ..
بطل قصتنا هو العم ( إبراهيم نجم ) هو حارس أو (غفير كما يسمى) في الجمعية الزراعية التابعة لإحدى القرى المصرية كان حديثنا حول الجمعية والقرية وكل ما يحصل في المنطقة وكان سؤالي ما هي طبيعة عمل الجمعية  بدأ العم إبراهيم يتحدث :
الجمعية في الصباح تعج بالناس الموظفين والفلاحين لكي يشتروا أسمدة و تقاوي للزرع أما في الليل فهي أيضا تعج ..لكن تعج بالعفاريت ..!
سألته من باب الدهشة : أيها العم إبراهيم هل واثق مما تقول ؟ .
كان جوابه : يا أستاذ أنا واثق من كلامي .. واقسم لك بما اعبد .. هناك أناس تأتي كل ليله لتزور الجمعية ..! 
سألته :هل رأيتهم بأم  عينك ؟
كان جوابه متوقع إلى حد مـا : طبعا . أنا أراهم كل ليله واحدا واحدا وأشاهدهم كما أشاهدك تقف أمامي . هل تحب أن تسهر معي الليلة لكي تراهم ..؟
س/ إذا ما هي طبيعة عملهم أو ما الذي يفعلونه عندما يأتون إليك في الجمعية وأنت وحيد ..أليس معك حراس آخرون ؟ 
ج/ كان معي عدد لا بأس به من الحراس وكانوا يسهرون معي لكن حين مـا رأوا منظر العفاريت وهي تتجول في طرقات الجمعية هربوا أو بالأحرى (طفشو) من منظرهم 
أما بالنسبة حول ما يفعلونه خلال ظهورهم .. فهم مسالمين جدا لا يؤذون إلا من أذاهم 
س/ لماذا لا يراهم احد غيرك ؟ 
ج/ يا أستاذي العزيز الموظفين والعمال مع أذان العصر كلهم يغادرون مبنى الجمعية لا احد يجرؤ على البقاء أكثر من ذلك إلا أنا .. 
س/ حسنا هل تستطيع أن تحكي لي بالتفصيل عن ماذا يجري ؟ 
تنهد العم إبراهيم قليلا كأنه قلق من أن اسخر من كلامه لكني وعدته بعدم السخرية وتكلم قائلا : 
بعد رحيل الموظفين وبعد انتهاء قرأن أذان المغرب أضواء الجمعية كلها تشتعل بنفس اللحظة .. بصراحة أنا لا أكلف نفسي أشعل الأضواء بنفسي .. فهي تشتعل ما أن يدخل العفاريت المبنى .. أعدادهم بتصل إلى عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال 
س/ هل حاولت مرة التحدث إليهم ؟ 
ج/ بصراحة حاولت منذ بداية عملي في الجمعية ولا اعلم إذا كانوا يروني أم لا الله اعلم تقربت منهم  ..لكنهم عملوا معي اللازم حملوني فوق أكتافهم كأني جثة هامدة واخذوا يلفون بي المبنى ذهابا وإيابا إلى أن ملو مني فأنزلوني برفق ومن وقتها وأنا أخشى الحديث معهم أو الاقتراب منهم .. 
س/ ما هو رد فعل الحراس الذين عملو معك حين شاهدوهم ؟ 
ج/ بصراحة كلهم هربوا خوفا منهم ما عدا واحد اسمه (العم جمال) مات منذ ثلاثة سنين وبعد ما مات صار يظهر معهم ..! 
س/ كيف يظهر معهم ؟ 
ج/ يظهر معهم كما يظهر الآخرون .. بيظهر حاملا سلاحه وطربوشه على رأسه ويبدأ يجول في المكان كأنه يعيش معانا .
بعد آذان المغرب يتركون المقبرة ليأتوا الى الجمعية ..
ذهلت من حديث العم إبراهيم إحساسي يقول انه متعايش مع الجن والعفاريت بطريقة غريبة وهو يتحدث معي عن الجن الذين يشاهدهم كأنه يحدثني عن أولاد صغار يأتون في الليل يلهون ويلعبون من ثم يرحلون .. من العجائب التي ذكرها العم إبراهيم :
أي شخص يموت في القرية يأتي العفاريت لتمثيل موته كيف مات سواء كان مقتولا أو متوفي او او او ..لن أنسى جريمة قتل الكابتن (رأفت ) التي حصلت منذ شهور كان رجلا محبوبا من قبل الجميع فجأة أشرقت عليه شمس الصباح وجدوه ميت في منزله وترك زوجته المسكينة لوحدها في الدنيـا ..في نفس الليلة التي مات فيها جاء إلى الجمعية مع العفاريت وبدأ يمثل معهم كيف مات وكأني أشاهد فيلما سينمائيا .. زوجته كانت تضع له السم في كوب الشاي وكان رأس زوجته أشبه برأس الحمار وهي تقدم له الشاي  ثم توفي .. خرجت صباح اليوم الثاني اصرخ في القرية ياجمااعة الكابتن مات مقتولا على يد زوجته لكن لا احد يصدق معتبريني مجنون ومختل لأني متعايش مع الجن والعفاريت .. ومن بعدها أقسمت بالله لم اخبر أحدا مهما حصل .. الجمعية وعفاريتها تحضر أشياء وتخبرني يشيب لها الرأس ...
آخر سؤال طرحته على العم إبراهيم 
س/ لماذا العفاريت والجن لا تظهر سوى في الجمعية .؟ 
ج/ تعال معي سأريك شيئا ..
أخذني إلى خلف مبنى الجمعية وقال لي (انظر ..انظر هنـــاك ) وهو يشير إلى ساحة كبيرة جدا 
دققت النظر لأكتشف إنها مقابر ..!  ثم نظرت إلى العم إبراهيم (اعتقد انك فهمت السبب أرواح هؤلاء الذين يرقدون في قبورهم تأتي لزيارتي كل ليله .. يتسامروني ويلهون ويسلوني معهم . يخرجون مع انتهاء قرأن أذان المغرب ..ويرحلون قبل أن يأذن الفجر بقليل وبعدها يطفئون أضواء المبنى وبس ..) لم يكن لدي الجرأة أن اطلب من العم إبراهيم أن أبقى ليله معه ترددت كثيرا بصراحة .. لكن السؤال هنا عندما سأبقى معه هل سأخرج مثلما دخلت .. ام سأخرج من المبنى وأنا فاقد لعقلي ؟ لاحظت بعض الأشياء على العم إبراهيم طول حديثنا شعره ابيض رغم انه عمره 35 هناك رعشة بسيطة تأتي  كل خمس ثوان لتهز جسمه وتغير من ملامحه ولاحظت أيضا إنني خلال طرحي للأسئلة أرى انه ينظر خلف ظهري وكأن هناك شيئا وعندما اسأله ما الخطب ؟ يقول لي لا شيء ..

كلمة أخيرة

الجزء الأول من هذه السلسلة المليئة بالقصص انتهى على هذا النحو ربما لم تخفك أو ربما لم تؤثر بك .. فقط لأنها قصص حدثت بالفعل لا استطيع أن أغير بأحداثها كلمة كما سمعت نقلته لكم إذا سألتني عن مصادر صحة كلامي أقول لك أن الأشخاص الحقيقيين لهذه القصص هم المصادر الموثوقة وأنا لا استطيع أن اجمعهم في كفة واحدة حتى تقتنع بأحداث القصص .. أراكم على خير

الأحد، 23 مارس 2014

الجريمة الكاملة

أحب مشاهدة الأفلام والمسلسلات البوليسية كلما أتيحت لي الفرصة , ودائما ما أتسأل مع نفسي .. من أين يأتون بجميع هذه القصص المشوقة التي تحبس الأنفاس بملابساتها العجيبة ومفاجئاتها الغير متوقعة .. هل هو خيال الكاتب فقط ؟ .. أم هو استلهام لحوادث وجرائم حقيقية تغص بها أدراج وخزائن مراكز ومخافر البوليس حول العالم .
هناك بلا شك ما لا يعد ويحصى من الجرائم التي وقعت في أرجاء هذا العالم الواسع , ربما لم نسمع بها , لكنها ليست بعيدة عن أيدي وعقول صائدي القصص , هي بالنسبة إليهم كالكنز , ينبغي استثماره بأفضل صورة . وقصتنا لهذا اليوم هي واحدة من تلك الكنوز التي كانت ومازالت مادة دسمة لأفلام ومسلسلات الغموض والجرائم .
طبعا قد تخال عزيزي القارئ بأننا نتحدث عن جريمة دموية راح ضحيتها العشرات , أو عن سفاح رهيب كان يتلذذ بتقطيع وتمزيق أجساد ضحاياه بلا رحمة  .
لكن أسمح لي أن أخيب ظنك ..
فجريمتنا لهذا اليوم فيها قاتلان وقتيل واحد فقط . جريمة قد تبدو عادية وتافهة , ربما كان مقدرا لها أن يطويها النسيان حالها حال مثيلاتها التي تحدث كل يوم في مختلف بقاع الأرض . لكنها على العكس من ذلك أصبحت مثار اهتمام الناس والصحافة لفترة طويلة من الزمن .
طيب لماذا كل هذه الضجة ؟ .
السبب ببساطة يكمن في الدافع الغريب وراء الجريمة , وفي هوية القتلة وطبيعة انتمائهم الطبقي وتحصيلهم العلمي , فبطلا قصتنا لم يكونوا من أرباب الجنايات والسوابق , ولا من أفراد عالم شيكاغو السفلي حيث تتصارع عصابات الجريمة المنظمة , ولا من مدمني المخدرات أو المهووسين بالمومسات .. لا لم يكونا أيا من ذلك ..
بل كانا شابان ألمعيان , مشهود لهما بالتفوق والذكاء ويتحدران من أثرى العائلات في شيكاغو .
ناثان ليوبولد
ناثان ليوبولد (1905) كان نابغة بكل معنى الكلمة , نطق أول كلماته وهو بعمر أربعة أشهر فأذهل مربيته وأفزع والديه ! .. دخل الجامعة بسن 15 عاما وتخرج منها وهو لم يبلغ العشرين من عمره بعد , ويقال بأنه حينها كان يتكلم 27 لغة , وبلغ معدل ذكائه 210 (الإنسان العادي بين 90 – 110) ... بيد أن هذا النبوغ المبكر كانت له مساوئه أيضا , فليوبولد كان يفتقر للمهارات الاجتماعية , كان اخرقا تماما عندما يتعلق الأمر بالصداقات والعلاقات , ربما لأنه كان يشعر , بسبب ذكاءه الخارق , بأن الآخرين أقل منه قدرا . كما كان متأثرا بشدة بأفكار الفيلسوف الألماني الشهير نيتشه , خاصة فكرته عن "الإنسان الأعلى" , ذلك الإنسان المتفوق والمتحرر من الوهم والخرافة , والمتسلح بالقوة والذكاء , الذي يسمو فوق القوانين والأعراف التي تسري على بقية البشر .
ريتشارد لوب
بطل قصتنا الآخر يدعى ريتشارد لوب (1904) , كان ذكيا أيضا , لكنه لم يكن بنبوغ زميله ليوبولد . كان تفوقه الدراسي بالأساس يعود إلى أسلوب التربية المتزمت والقيود التي فرضتها عائلته عليه . هو أيضا دخل الجامعة مبكرا , وكانت الجامعة بالنسبة إليه فرصة للتحرر من قيود العائلة والانغماس في حياة اللهو والملذات . وعلى العكس من ليوبولد , كان لوب بارعا على المستوى الاجتماعي , كان وسيما وذو شخصية جذابة ومحببة , لكنه كان يخفي جانبا آخر لشخصيته لم يكن الآخرون يعلمون عنها شيئا , كان متمردا يتطلع لتحطيم القيود وكسر المحرمات . وهكذا فقد أدمن السرقة منذ سن مبكرة , لا لذات السرقة , فهو لم يكن بحاجة للمال , لكنه وجد فيها متنفسا لرغبات روحه المشاغبة , وكان يحلو له أن يقوم بتخريب وتحطيم الأشياء وإشعال الحرائق , حتى داخل منزله , ويجد متعة ما بعدها متعة في الإفلات من العقاب .
الجامعة هي التي جمعت بين الشابين , وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما إلى شكل شاذ ومنحرف . ليوبولد الذي كان يفتقد الأصدقاء والعلاقات وجد ما يفتقده في شخصية صديقه الوسيم الاجتماعي فهام به حبا وتبعه مثل ظله , أما لوب فقد وجد في ليوبولد رفيقا وتابعا مثاليا يساعده في تنفيذ جرائمه الصغيرة , كالسرقة والتخريب وإشعال الحرائق .
غير أن هذا المزيج الغريب والمتفجر من الذكاء والشذوذ ونيتشه والروح المتمردة لم يجد ما يشبع غروره في تلك الجرائم الصغيرة والتافهة , كانت هناك طموحات أكبر وأخطر نضجت بالتدريج في رأس الصديقين .
ارادا ان يبرهنا بأنهما فوق البشر ..
لقد أرادا أن يبرهنا بأنهما فوق البشر , ولا يخضعان لقوانين البشر , وبأنهما مثال حي على إنسان نيتشه المتفوق والخارق , ولإثبات هذه الفكرة المجنونة قررا أن يرتكبا ما يعرف بـ "الجريمة المثالية أو الكاملة" , أي أن يقترفا جريمة وينجوان من العقاب بشكل كامل . وانهمكا لعدة شهور في وضع خطة متكاملة لجريمتهما , رسما خطوطها بدقة , كانت تقوم على استئجار سيارة باستعمال أسماء مزيفة , ثم استخدام هذه السيارة في خطف احد الأطفال الأغنياء , على أن يكون المخطوف صبيا , ثم يقومان بقتل هذا الطفل في نفس اليوم ويرميان بجثته في احد القنوات أو الجداول الصغيرة خارج المدينة , ثم يطلبان من عائلة الصبي فدية مالية مقال وعد بإطلاق سراحه .
ولم يطل المقام حتى وضع الشابين خطتهما موضع التنفيذ , ففي يوم 21 أيار / مايو عام 1924 استأجرا سيارة وراحا يتجولان بها في شوارع الحي الراقي الذي يقطنان فيه بحثا عن فريسة . لم يفكرا بشخص معين , كان الأمر بالنسبة لهما أشبه بجولة صيد , وشاءت الأقدار أن يلمحا عند الساعة الخامسة من عصر ذلك اليوم صبيا يعرفانه جيدا , أنه بوبي فرانكس , أبن المليونير جاكوب فرانكس . كان صبيا في الرابعة عشر من عمره يمت بصلة قرابة للوب . وكان في طريق عودته من المدرسة إلى منزله حين توقفت قربه سيارة الشابان اللذان دعواه للركوب معهما , فصعد إلى السيارة وجلس في مقعد الراكب الأمامي من دون تردد لأنه يعرفهما جيدا .
الضحية بوبي فرانكس
ولم تمر سوى لحظات على حركة السيارة حتى تعرض بوبي لضربة مباغتة وقوية على رأسه من الخلف بواسطة أزميل , لا يعرف على وجه الدقة من الذي وجه الضربة , ليوبولد أم لوب , فقد زعم كلاهما بأنه كان يقود السيارة في ذلك اليوم وبأن الآخر هو الذي أجهز على بوبي . لكن أيا كان من فعل ذلك فأنه لم يقتل بوبي في الحال , كان حيا حينما سحبوه للمقعد الخلفي ودسوا في فمه جورب أحدهم , ثم أسجوه على أرضية السيارة ووضعوا أقدامهم فوقه حتى لفظ المسكين أنفاسه الأخيرة جراء النزيف أو ربما اختناقا بالجورب . وبعد أن تأكدا من موته قاما بنزع ملابسه ونثراها على جانب الطريق , ثم سكبا بعض الحمض فوق وجهه كي يصعب التعرف عليه , وتركاه لقرابة الساعة في السيارة ريثما تناولا عشاؤهما في أحد المطاعم , وأخيرا أخذا الجثة إلى خارج المدينة ورمياها تحت قنطرة صغيرة . بعدها عادا إلى المدينة حيث غسلا الدم عن ملابسهما ونظفا السيارة ثم أعاداها إلى صاحبها .
كل شيء تم كما كان مخططا له , كانت جريمة متقنة , خطفا الصبي وقتلاه ودارا بجثته في شوارع المدينة المزدحمة من دون أن يفطن لهما أحد . وحان الآن وقت الجزء الثاني من الخطة .. الفدية .
في ساعة متأخرة من ذلك المساء أتصل القاتلان بعائلة بوبي من هاتف عمومي , لم يكن في المنزل سوى فلورا , والدة بوبي , فالجميع كانوا قد ذهبوا للبحث عن بوبي بعدما تأخر في العودة إلى المنزل . القاتلان أخبرا فلورا بأنهما خطفا أبنها فسقطت المسكينة مغشيا عليها في الحال .
وفي صباح اليوم التالي وصل ظرف بريدي إلى منزل عائلة بوبي , كانت يحتوي على رسالة, وتضمنت الرسالة وعدا بإعادة بوبي إلى المنزل سليما مقابل فدية مقدراها عشرة آلاف دولار , على أن يكون المبلغ من عملات نقدية قديمة فئة عشرين دولارا , وأن يوضع المبلغ كله في علبة سيجار ويلف جيدا بشريط لاصق , ثم على والد بوبي أن يحمل المبلغ إلى عنوان محدد في الرسالة وينتظر هناك بالقرب من هاتف عمومي . وتضمنت الرسالة تهديدا بقتل بوبي في حال إبلاغ الشرطة .
الرسالة التي بعثاها لعائلة بوبي ..
خطة ليوبولد ولوب كانت تقضي بالأتصال بوالد بوبي مجددا بعد وصوله إلى الهاتف العمومي الذي حدداه في رسالتهما , كانا سيطلبان منه أن يدخل إلى محطة القطارات القريبة ويقطع تذكرة إلى مدينة أخرى , وفي مرحلة معينة من الرحلة , عند نقطة محددة , على والد بوبي أن يتوجه إلى مؤخرة القطار ويرمي بالنقود إلى الخارج , فيأتي القاتلان ويلتقطانها من دون أن يعرضا نفسيهما لأي خطر ..
كانت خطة عبقرية ..
وبالفعل عند الساعة الرابعة من عصر ذلك اليوم أتصل القاتلان بالهاتف العمومي الذي حدداه لوالد بوبي . لكن أحدا لم يرد . أعادا الاتصال عدة مرات .. لكن لا رد .. فنظر أحدهما إلى الآخر بقلق .. ماذا حدث ؟ .. هل فشلت الخطة ؟ .
ما لم يدركه الشابان في ذلك الوقت هو أن أحد المزارعين عثر على جثة بوبي في صباح اليوم التالي للجريمة . طبعا الشرطة لم تكن تعلم من هو القتيل , لكنها بحثت في البلاغات المقدمة مؤخرا عن فقدان صبي مراهق ولم يكن هناك سوى بلاغ واحد مقدم من عائلة بوبي فاتصلت الشرطة بهم وذهب خال بوبي لمعاينة الجثة في المشرحة .
وفي عصر ذلك اليوم , بينما كان والد بوبي يتأهب لركوب سيارته للذهاب إلى المكان الذي حدده القاتلان لتسلم مبلغ الفدية , أتصل به شقيق زوجته من المشرحة وأخبره بأن الجثة تعود لبوبي .
لكن القاتلان لم يعلما بعثور الشرطة على جثة بوبي إلا بعد يومين عندما نشرت الصحف المحلية الخبر , وبالرغم من فشل الجزء الثاني من خطتهما إلا أنهما لم يهتما كثيرا , فالمال لم يكن غايتهما , ولا يوجد أبدا ما يمكن أن يقود الشرطة إليهما , حتى الآلة الكاتبة التي طبعا عليها طلب الفدية قاما بتحطيمها ودفنها , كانا موقنين بأنهما لم يتركا ورائهما أي دليل أو أثر .
لكنهما كانا على خطأ .
النظارة التي اوقعت بالقتلة ..
فرغم أن تحقيقات الشرطة كانت تسير في اتجاه خاطئ وبعيد تماما عن القتلة الحقيقيين , حيث حامت الشبهات حول معلمي بوبي في المدرسة وجرى بالفعل احتجاز اثنان منهم . لكن يد الأقدار تدخلت لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح . فالشرطة كانت قد استدعت والد بوبي من اجل سؤاله عن بعض الأمور , وبعد انتهاء التحقيق , بينما كان والد بوبي يتأهب للمغادرة , سلمه المحقق نظارة قائلا أنها نظارة بوبي عثروا عليها بجوار جثته , فتعجب والد بوبي من ذلك وقال بأن أبنه لم يكن يرتدي نظارة . فعلمت الشرطة عندئذ بأن النظارة تعود للقاتل . وفي الحقيقة كانت النظارات تعود لليوبولد , وقد سقطت منه أثناء نقل الجثة إلى أسفل القنطرة .
الشرطة لم تعطي هذا الدليل أهمية كبيرة , فهناك ملايين الناس يرتدون النظارات , ومن المستبعد أن تقود النظارة إلى كشف القاتل . لكن عندما عرضوا النظارة على خبير العدسات أخبرهم بأن عدساتها مصنوعة بآلية نادرة جدا , وبالرجوع إلى السجلات تبين أن هناك ثلاث أشخاص فقط في شيكاغو يمتلكون مثل هذه النظارات , أحدهم هو ناثان ليوبولد , والذي أصبح المشتبه به الرئيسي في القضية لأن يسكن في نفس الحي ولديه معرفة قديمة ببوبي وعائلته .
القت الشرطة القبض عليهما ..
عند سؤال الشرطة لليوبولد عن نظارته قال بأنها سقطت منه أثناء ممارسته لهوايته في مراقبة الطيور البرية , وعند سؤاله عن مكان تواجده خلال ليلة مقتل بوبي زعم بأنه كان بصحبة لوب وبأنهما قضيا المساء برفقة مومسين . فأخذت الشرطة تحقق مع لوب أيضا , وبسؤال الاثنين على انفراد ظهر بعض التناقض في أقوالهما . فأدرك المحققون بأنهما يخفيان شيئا ما , وبالضغط عليهما أكثر بدءا ينهاران , وكان لوب هو أول من أعترف, زعم بأنه لم يقتل بوبي , قال بأنه كان يقود السيارة وبأن ليوبولد هو الذي وجه الضربة القاتلة للفتى , وحين اخبروا ليوبولد بذلك لم يجد هو الأخر مناصا من الاعتراف , فزعم هو أيضا بأنه لم يكن القاتل , وبأن لوب هو الذي قتل بوبي . ومن غير المعروف حتى يومنا هذا أيهما كان صادقا وأيهما كان يكذب .
أخبار القبض على القاتلين سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم , كانت جريمة غريبة نالت اهتماما واسعا , فالقاتلان أعترفا بأنهما لم يكونا بحاجة إلى المال , وبأن الدافع من جريمتهما لم يكن سوى لذة القتل نفسها , وتحقيق فكرة "الجريمة المثالية المتكاملة" التي استحوذت عليهما .
في المحكمة مع المحامي ..
محاكمة الشابين سميت بمحاكمة القرن , وقد توقع الجميع بأن يحصلا على عقوبة الإعدام , لكن والديهما الثريين قاما بتعيين أحد أشهر وأفصح وأنجح المحاميين في أمريكا آنذاك , المحامي كلارنس دارو , أوكلاه مهمة الدفاع عن أبنيهما . وكان دارو معروفا بمناهضته الشديدة لعقوبة الإعدام , وخلال المحاكمة ألقى واحدة من أروع المرافعات في تاريخ القضاء الأمريكي , فنجح في إنقاذ رقبة موكليه من حبل المشنقة , وعوضا عن ذلك نال كل منها حكما بالسجن المؤبد .
حياة السجن لم تكن سهلة بالنسبة لشابين مترفين . ففي عام 1936 لقي لوب مصرعه ذبحا بالموس خلال شجار مع زميل آخر في الحمام أراد الاعتداء عليه جنسيا . أما ليبوليد فقد أمضى 33 عاما في السجن , ولم يطلق سراحه إلا في عام 1958 بعد حصوله على عفو .
أطلق سراحه بعد 33 عاما ..
ليوبولد واجه صعوبة في الاندماج مع المجتمع من جديد , وظلت أشباح الماضي تلاحقه وكان الناس يتحاشونه , فحاول الابتعاد عن كل ذلك بالهجرة إلى بورتوريكو حيث تزوج هناك من أرملة وعمل لسنوات كمدرس رياضيات . وألف قبل موته كتابا عن الطيور في بورتوريكو .
ناثان ليبولد مات بالسكتة القلبية عام 1971 .
موت ليوبولد لم يعني موت قصته , فالجريمة التي أقترفها مع صديقه لوب مازالت موضع اهتمام الدارسين والباحثين في مجال العلوم الجنائية والنفسية والقانونية . فهذه الجريمة تؤكد بأن دوافع القتل لا تكون دوما متعلقة بالفقر أو التربية الخاطئة أو الدوافع الجنسية كما يحسب معظم الناس , فهناك من يقتل لا لشيء إلا من أجل متعة ولذة القتل .
قصة ليوبولد ولوب تم اقتباسها في الكثير من الأفلام والمسلسلات , أشهرها فلم الحبل لألفريد هتشكوك عام 1948 وفلم أكراه عام 1959 .
ختاما ..
هل كانا ذكيين حقا ؟ ..
أنا شخصيا بعد قراءتي لهذه القصة رحت أتسأل مع نفسي , هل كان ليوبولد ولوب بهذا الذكاء الموصوف عنهما حقا ؟ .. لماذا لم يقوما بدفن الجثة بدل إلقائها تحت قنطرة ؟ .. لو فعلا ذلك , ربما لنجوا بفعلتهما .
لكن قد يكونا تعمدا عدم دفن الجثة  .. ربما كان الأمر بالنسبة لهما بمثابة تحدي .. أن يرتكبا جريمة قتل وتكون ظاهرة وينجوان بفعلتهما .
هناك من يقول بأن قضية ليوبولد ولوب هي دليل على أنه لا توجد جريمة كاملة .. لكني أظنه على خطأ , فهناك فعلا جرائم لم تعرف هوية القاتل فيها أبدا . أشهرها قضية جاك السفاح والداليا السوداء والسفاح زودياك وغيرها الكثير الكثير من القضايا التي بقيت بلا حل حتى يومنا هذا ..
لا بل إن هناك بلدانا يقتل الأبرياء فيها كل يوم وينجوا القتلة من أي عقاب .. ولا عزاء للضحايا سوى الأمل في عدالة وعقاب الآخرة .

الجمعة، 21 مارس 2014

أحب الأطفال طعمهم لذيذ .. العم فرانك الطيب

كانت الطفلة في غاية السعادة وهي تغادر برفقة العم " فرانك " اللطيف والخفيف الظل .. لقد جهزت " جريس " الصغيرة نفسها بكل ما يلزم لتكون نجمة حفل ( عيد الميلاد ) الذي سيأخذها إليه العم " فرانك " بعد لحظات .. في الحقيقة لم يكن " فرانك " عما حقيقيا للصغيرة " جريس بود " بل كان مجرد صديق حديث للعائلة تعرف عليهم بالصدفة ( السيئة ) ووعد بتقديم العون لأخيها الشاب وتشغيله في مزرعته .. كل ذلك لم يكن يفترض أن يجعل العائلة تتساهل وتسمح لطفلتها بالخروج برفقة رجل لا يكادون يعرفونه ولكن هذا ما حدث لسوء حظ الطفلة الصغيرة .. ولحسن حظ العم " فرانك " الطيب الذي سيتذوق أطيب لحم ذاقه في حياته بفضل غفلة وسخف تفكير عائلة " بود " ! .
الطفلة جريس بود .. 10 اعوام ..
غادرت " جريس " برفقة العم " فرانك " الذي سار معها بضعة أمتار قبل أن يستوقفها أمام محل صغير لبيع الحلوى والمثلجات ويحضر لها قطعة كبيرة من آيس كريم بذور الفانيليا الرائع والذي كانت تحبه " جريس " بشكل خاص كما اعترفت للعم " فرانك " خلال المحادثة القصيرة التي جرت بينهما .. كان العم الطيب كريما جدا ولا عجب في ذلك فهو يري أن نقوده لن تضيع هباء وأن " الآيس كريم " سيعود إليه في النهاية بطريقة أو بأخرى !.
وأثناء تناول الطفلة لمثلجتها الكبيرة كان العم " فرانك " قد أنحرف بها عن الطريق الرئيسي وسحبها ، دون أن تدري ، إلي مساحة شجرية صغيرة منحدرة علي جانب الطريق حيث تخفيهما الأشجار الكثيرة الملتفة عن عيون الراصدين أو المارين بالصدفة عن الطريق .. انتبهت الطفلة لتغير الطريق الذي كانا يسيران فيه منذ لحظات وسألت العم " فرانك " ببراءة وشفتيها مغطاتين بشارب اللبن الأبيض :
هل سنعبر من هنا يا عمو .. هل بيت " تانيا " يقع هنا كبيت سندريلا ؟ ! "
كان ( العم فرانك ) قد أفهم أسرة " بود " أنه سيصطحب طفلتهم لحضور حفل عيد ميلاد ابنة أخته " تانيا " التي تماثلها في العمر لتمرح مع الأولاد الصغار .. لكن في الحقيقة فلم يكن هناك " تانيا " ولا حفل ولا مرح مع الأولاد ينتظرها ولا حتى " العم فرانك " نفسه .. بل لم يكن هناك سوي سفاح شرير معتوه قذر يسمي " ألبرت " .. " ألبرت فيش " !
ولم يكن " فيش " بحاجة إلي المزيد من إدعاء اللطف والحنان .. فبمجرد أن صارت الفتاة الصغيرة في قبضته في تلك الغابة الصغيرة المنقطعة حتى هاجمها بضراوة .. أمسك بالفتاة وكتم فمها بقسوة ثم طرحها أرضا .. سقطت بقية قطعة المثلجات لتلوث ملابس الصغيرة ووقعت بجوارها لتذوب علي الأرض .. في تلك اللحظة كان المجنون قد تغلب علي مقاومة الفتاة الضعيفة تماما وكبلها بيديه ولف قدميه حولها ، ثم نزع ثيابها في حركات عنيفة زادتها محاولات البنت للصراخ والاستغاثة ضراوة ، ولمنعها تماما من الصراخ حشر قطعة من ثيابها داخل فمها ليكتم صوتها تماما .. وبدون أدني شفقة أو رحمة أقدم الرجل القذر علي الاعتداء علي الطفلة الصغيرة التي لا تتجاوز العاشرة وهي في سن أطفاله وربما أصغر .. ثم أنتهي منها ليبدأ الشوط الثاني في تلك الجريمة .. الشوط الأقذر والأكثر ترويعا .. فمد " فيش " يديه الناحلتين الصلبتين وخنق الفتاة الصغيرة وضغط علي رقبتها الصغيرة حتى فاضت روحها وماتت بين يديه .. وبسرعة تصرف السفاح فلف الفتاة في جوال يحمله معه وربط جثتها بالحبال ثم غادر الغابة الصغيرة عائدا إلي الوكر القذر الذي يتخذه سكنا له ..
قصة السفاح هانيبال ليكتر ليست من وحي الخيال ..
ووصل " فيش " إلي مخبئه بأمان دون أن يراه أحد أو يري ما يحمله معه من ( غنيمة ) .. وفي الوكر ، الذي لم يكن سوي جحر أرضي في زقاق قذر متعفن يناسب مزاجه تماما ، فك " ألبرت فيش " أربطة الجوال وأخرج جثة الفتاة ومددها علي الأرض .. ثم أحضر ( عدته ) وأدواته وشرع في الجزء الأهم من العمل !
فصل رأس الجثة ثم فتح البطن وأستخرج الأحشاء وألقاها في كيس قمامة أسود متعفن بالركن القصي من الغرفة .. ثم بدأ يمزق الجسد بهوادة ويقوم بعملية فصل للحم عن العظام و ( تشفية ) لحم الفتاة بالكامل ..
كان " فيش " يقوم بكل تلك الأشياء البشعة دون أن تختلج منه شعرة أو يهتز له جفن فكم فعلها من قبل .. وكم ينوي أن يفعلها من بعد !
وإذ أنتهي من سلخ وتخلية اللحم قام بجمع العظام المتبقية وتكويمها في أحد الأركان ريثما يدبر أمره للتخلص منها ..
وفي هدوء يحسده عليه أكثر السفاحين برودا وسماجة نهض " فيش " ، دون أن يخطر بباله ولو لحظة أن ينظف الأرض من كل تلك الدماء والمخلفات البشرية عليها ، ليعد لنفسه وجبة الغداء .. وكان غداء حافلا ذلك اليوم !
وضع " فيش " إناء معدنيا علي الموقد .. ثم أتجه لأحد الأركان المعتمة التي تغطيها خيوط العنكبوت وقذارة الحشرات ، حيث كانت بعض الخضر معلقة .. بعض البصل وقليل من الجزر والبطاطس ..
وبروية أعد السفاح شرائح من البصل والبطاطس والجزر وألقاها في الإناء الذي بدأت المياه تمور ، في طريقها للغليان ، داخله .. ثم عاد لأكداس اللحم ، لحم الطفلة ، المكومة علي الأرض وأنتقي قطعة من لحم الفخذ الدسم الطري ثم وضعها في إناء الماء والخضر .. إنه يستحق غداء فاخرا بعد كل هذا العناء .. وهو فعلا قرر أن يكافئ نفسه بغداء حافل !
لم يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن يبدأ المزيج في الغليان وتصاعدت منه رائحة شهية أثارت خياشيم " فيش " وجعلته يتشمم الهواء المضمخ برائحة اللحم الطيب حوله غير قادر علي الانتظار حتى ينضج اللحم ..
"أحب الاطفال , طعمهم لذيذ" .. من أقوال السفاح البرت فيش ..
وعندما نضجت الخضر واللحم .. جلس " فيش " علي الأرض يتناول طعامه من إناء الطهي مباشرة بدون أن يفكر في غرف بعضه في طبق .. وكان لحم الفتاة ألذ لحم أكله " فيش " في حياته .. وتلمظ السفاح المعتوه وهو يدفع بقطع من لحم " جريس " الصغيرة الناضج في فمه مع شرائح الخضر المطهوة جيدا .. وخلال دقائق كان " فيش " ، الذي طال به الجوع ، قد أتي علي محتويات الإناء كلها بما فيه من خضر ومن لحم ..
لكنه أحس ، وهو يلعق أصابعه وراحتي يديه ، أن عليه واجبا تجاه عائلة الفتاة .. إنه مدين لهم بشيء لكنه ليس تفسير ولا اعتذار ولا عزاء .. بل بشكر وعرفان !
شكر علي طيب لحم ابنتهم وحلاوة طعمه .. وبالفعل قرر " فيش " أن ينفذ فكرته علي الفور .. فأنهي طعامه ووضع إناء الطهي جانبا ، دون أن يفكر لحظة في غسله وتنظيفه ، ثم أحضر ورقة وقلما وجلس علي الأرض وبدأ يكتب .. كان يعرف عنوان عائلة " بود " طبعا ولن يشق عليه أن يرسل لهم تلك الرسالة دون أن يمنح المطاردين فرصة التوصل لمكمنه .. جلس " فيش " يكتب رسالته المجنونة .. وأسدي شكره العميق لوالدي الفتاة علي جمال ابنتهم وطيب لحمها وطعمه المميز .. وأنهي الرسالة بتوقيع ( العم فرانك ) عازما علي إرسالها في أقرب فرصة وقبل أن ينفذ مخزون ( لحم جريس الطيب ) من عنده .. فلقد رأي أن هذا يريح ضميره ويشعره بأنه يستخدم الفتاة بموافقة العائلة وأنه سيأكل ما تبقي منها وهو مرتاح ومطمئن الضمير .. ويا له من ضمير حقا !
من ملفات جرائم السفاح الأمريكي " ألبرت فيش "
1870 – 1936م

الأربعاء، 19 مارس 2014

مصور البي بي سي يلتقط صورة لشبح في متحف علمي قديم

للوهلة الأولى ظننت أن الأمر مزحة أو خدعة .. صورة لشبح ! , لكن عندما دققت النظر في تفاصيلها لاحظت ‏أنها صورة غريبة حقا خاصة و أن ناشر الصورة هي جهة إعلامية مرموقة و محترمة طالما تابعنا نشراتها ‏الإخبارية بحثا عن الحيادية و الدقة التي تفتقدها وسائل إعلامنا العربية , و الأدهى أن الصورة ملتقطة في علية ‏منزل قديم كان يسكن فيه احد أكثر العلماء تأثيرا في تاريخ الإنسانية (رغم أن الكثيرين لم يسمعوا به يوما!). ما ‏رأيك أنت عزيزي القارئ , انظر إلى الصورة جيدا و لك الخيار في تصديق أو تكذيب ما تراه عيناك.‏

صورة حيرت الملايين .. هل هو شبح حقا ؟

ركز على الصورة داخل الحلقة الحمراء .. ستشاهد بوضوح شخص ما جالس على كرسي
عندما توجه مصور هيئة الإذاعة البريطانية كريس سانديز إلى مدينة بيكرلي الانكليزية , حاملا معه آلة تصويره البانورامائية , لزيارة احد المتاحف القديمة و المنسية , كان كل ما يشغل تفكيره هو التقاط عدة صور روتينية و مغادرة المكان بسرعة , فعلى الأغلب لن يهتم احد لمشاهدة صور منزل قديم مات صاحبه منذ قرابة القرنين من الزمن , لكن ما لم يخطر على بال كريس أبدا , هو أن هذه الصور التي سوف يلتقطها بعدسته ستجذب انتباه الملايين من الناس حول العالم و تثير جدلا متجددا حول إحدى أقدم الظواهر المحيرة في تاريخ الإنسانية , و اقصد بها الأشباح أو الجن , أو سمها ما تشاء , من المخلوقات الأثيرية التي تظهر أحيانا للحظات لتثير الرعب و الخوف في قلوب البشر.
الصورة تظهر بجلاء , عند تكبيرها و التدقيق في تفاصيلها , صورة لشخص مجهول يجلس على كراسي في غرفة قديمة داخل المتحف. المصور كريس نفسه لم يصدق في البداية ما التقطته عدسته .. هل هناك خلل في العدسة ؟ لكن الجو كان صيفيا جميلا و عدسته كانت نظيفة و سليمة بدليل أن بقية الصور التي التقطها لم يشبها أي خلل , إذن هل هو شبح حقا ؟ شبح من يا ترى ؟.
لنتعرف أولا على تاريخ المتحف الذي زاره كريس و قصة العالم الذي كان يسكنه , فالمتحف في الحقيقة كان منزلا ريفيا قديما يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر و سكن فيه , لقرابة السبعين عاما , عالم كبير أنقذ ملايين الأرواح حول العالم باكتشافاته الفذة , لكن مع الأسف , من النادر أن تجد أحدا يعرف شيئا عنه حتى في موطنه انكلترا! , انه ادوارد جينر - Edward Jenner (1749 - 1823) مكتشف لقاح مرض الجدري (Smallpox ) في مطلع القرن التاسع عشر. و قد يعتقد اغلب القراء اليوم بأن الجدري ليس مرضا خطيرا خاصة و انه من النادر أن يصيب أحدا هذه الأيام , بل إن بعضنا ربما عاش حياته كلها من دون أن يشاهد شخصا مصابا بمرض الجدري. لكن هل تعلم عزيزي القارئ بأن مرض الجدري كان مرضا فتاكا قاتلا في العصور الوسطى و انه كان يصيب واحد من كل ثلاثة في العالم في ذلك الزمان , ففي انكلترا مثلا كان المرض يصيب قرابة الستين في المائة من السكان و بلغت نسبة الموت بسببه قرابة العشرين في المائة من السكان أما من كان يكتب له الشفاء منه فكان يبقى مشوها بصورة فضيعة لما تبقى من عمره.
صورة للمتحف و الى اليمين صورة للعالم ادوارد جينر

لاحظ الناس منذ زمن بعيد أن الفتيات اللواتي كن يعملن في حلب الأبقار كن محصنات بشكل غريب ضد مرض الجدري , و الحقيقة يرجع ذلك في الأساس إلى أصابتهن بمرض جدري الأبقار (Cowpox ) الذي يلتقطن ميكروبه أثناء تعاملهن و تماسهن اليومي مع الأبقار , و لحسن الحظ فأن مرض جدري الأبقار هو مرض غير خطير و تقتصر أعراضه على حمى بسيطة و عادة ما يشفى المريض منه بسرعة. و قد أدرك ادوارد جينر العلاقة بين مرض جدري الأبقار و الحصول على المناعة ضد مرض الجدري الذي يصيب الإنسان و لإثبات هذه العلاقة الغامضة قرر القيام بتجربة خطيرة , فقد قام بحقن صبي في الثامنة من العمر هو ابن ألحدائقي الذي كان يعمل في منزله , بالقليل من الإفرازات الناتجة عن جرح في يد فتاة مصابة بجدري البقر , و سرعان ما التقط الصبي العدوى و أصيب بمرض جدري الأبقار لكنه تماثل للشفاء سريعا خلال عدة أيام , و عندما قام جينر بتعريض الصبي لميكروب مرض جدري البشر وجده قد اكتسب مناعة كاملة ضد المرض فأيقن أن لقاحه ناجح و أصبح هذا الاكتشاف الخطوة الأولى باتجاه تخليص الإنسانية من احد أكثر الأمراض فتكا بها , و قد استمر ادوارد جينر حتى وفاته عام 1823 بتلقيح الفقراء ضد مرض الجدري مجانا في منزله.
انظر الصورتين عزيزي القارئ , التي الى اليسار صورة الشبح اما التي الى اليمين فصورة لنفس الغرفة ملتقطة بعد عدة ايام و يظهر من خلال الباب الكرسي خاليا
بعد أن أتم عمله داخل المتحف نظر المصور كريس سانديز إلى مديرة المتحف و سألها : "هل تعتقدين بأن هذا الشيء في الصورة هو شبح ادوارد جينر؟". حدقت المرأة إلى الصورة مليا ثم أجابت بتردد : "أنا لا اعلم إن كنت أؤمن بالأشباح أم لا , لكني شخصيا لم أشاهد شبحا في حياتي و لم ألاحظ شيئا غريبا طيلة مدة عملي في المتحف" , ثم أردفت قائلة : "من يعلم! ربما يكون شبح احد خدم ادوارد جينر , أو ربما يكون شبح احد الجنود لأن المنزل استخدم خلال القرن التاسع عشر كثكنة للجنود".
في الختام , بقى أن نذكر عزيزي القارئ أن الصورة التقطت في 14 أيار / مايو 2009 و أن المصور كريس يصر على أن الصورة حقيقية و غير مزيفة و أن البي بي سي ما كانت لتنشر أبدا شيئا ملفقا أو مزيفا.