الأربعاء، 16 أبريل 2014

الرحلة المشئومة

في البداية هذه القصة حصلت معي شخصيا وأردت أن اسردها لكم كما حدثت .. ولك عزيزي القارئ حرية التصديق .
في ليلة من الليالي كنا قد حزمنا أمتعتنا وتجهزنا للذهاب لأحد الأقارب في دولة مجاورة . ركبنا السيارة وسرنا بها حتى خرجنا من أرض الوطن , كل ذلك ونحن مشغولون بتبادل أطراف الحديث ومستمتعون بالرحلة . لكن فيما نحن نسير رأيت رجلا يقف على جانب الطريق , وكان الطريق معبدا لكنه خالي من الإنارة حالك الظلام , وكنا نلتمس طريقنا فيه بواسطة أضواء السيارة , وقد أمعنت النظر وإذا بالرجل يطلب المساعدة , ولكن لم أرى أية سيارة قريبة منه .
ولأن أبي هو الذي كان يقود ساعتها فسألته لماذا لم يتوقف للرجل ؟ .. وإذا به يقول إنه لم يرى أي رجل ! .. فبدأت اشك بالأمر ثم تجاهلته قائلا لنفسي بأني ربما كنت أتوهم .
المهم أكملنا سيرنا حتى توقفنا لنملئ السيارة بالوقود , فأوصاني أبي أن أتبضع بضعة حاجيات , فذهبت إلى المتجر واشتريت ما طلبه , وحين خرجت إذا بنفس الرجل الذي رأيته على قارعة الطريق يدخل المتجر ويحدق بي بحقد . فارتعبت وذهبت لسيارتنا بسرعة ولكن من دون أن ألفت نظر أبي وتكتمت على الأمر . ثم سرنا وأنا في غاية الرعب لكني لم احكي لأبي ولو بكلمة . وكان وقت الفجر قد حان فتوقفنا عند اقرب مسجد ودخل أبي المسجد وذهبت أنا لأتوضأ , وحين دخلت وجدت نفس ذلك الرجل يخرج , فأصابني ذلك بالشلل في جسمي .. كان أحدا سكب علي ماءا شديد البرودة .
ومن شدة خوفي لم أتوضأ وخرجت مسرعا لركوب السيارة وأقفلت الأبواب , فإذا بأبي يأتي ويسألني لماذا لم أتي للصلاة , فقلت ما أن نصل سأصلي , ولا أخفيكم انه بدأ يشك ووبخني ببعض الكلمات .
أخيرا وصلنا لمقصدنا , ومرت أيام , ثم عدنا للوطن , وخرجت مع احد الأصدقاء بسيارته , وأول ما ركبت معه نظرت خلفي فإذا بالرجل نفسه يبتسم , فأغمي علي من هول الصدمة , وحين أفقت رأيت أبي وإخوتي وصديقي يحيطون بي , لكنهم لم ينقلوني للمستشفى , لأن أبي لديه خبرة في الطب , ولأن إغمائي لم يدم طويلا , مجرد 5 دقائق تقريبا .
وبدء الشك يحيط بأبي , فأخبرته بالقصة , فقال إنما هو إلا جني يريد العبث معك , قال ذلك لكي لا يرعبني , واتى احد الشيوخ وقرأ علي , والحمد لله لم يحصل شيء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق